التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ميثاق ولكن ....(ردود)

إلى (شكري شرف الدين)
ماذا الآن ؟؟؟
قلت لي وانت تتأمل أصابعي ترسم مثلثات متداخلة بعضها فوق بعض ...نظرت إليك مرددة كلمتك كأنني صداها ...
:- ماذا الآن؟؟ ...لست أدري...
: لماذا إذا أنا هنا ؟؟؟
نظرت إلي بتلك النظرة الثاقبة فأصبح وجهك حازما ولكني لم أتعود الخشية على الأقل ليس منك فأنت لا تستطيع أن توجه لي صفعة أو خيبة أو حتى كلمة لا تليق !
: لان شكري وجه لنا الحديث معا وكان يجب أن تحضر لنرد معا...
ضحكتَ فتغير شكل وجهك ....قلت لك متناسية تماما الميثاق وشكري وكل شيء آخر....
: لو اجيز لاجسادنا أن تختار مادة تكوينها ماذا كانت اختارت؟؟
قلت : سيختار جسدي الكلمات بالتأكيد ...
ابتسمت لك ... قلت لك بعنادي الذي تعرفه وبضحكتي التي نادرا ما يستطيع إنسان أن يطلع عليها بسهولة ... تلك الضحكة التي تغمر عيني بالفرح والتحدي....
: ولماذا ؟؟؟
: تسألين أم ...
رفعت يدي لأجعلك تصمت ولأتأمل قليلا لقاءنا الرائع هذا ... وجودك هنا روحي التي يرفه عنها حديثنا .... ألم تكن الكلمات هي التي جعلتنا نلتقي و...
قلت بابتسامة تتسع : بل استفزك لتكتب شيئا ما وأنت هنا....ألم يكن هذا اقتراح شكري أن نواصل الكتابة معا ...أو بالاحرى ان نواصل اللقاء... قبل أن أنضم إليك هناك او... تنظم إلي هنا ولو قليلا....
: يعجبني اقتراح شكري ولكن ماذا يتوقع منا ككاتبين ؟؟؟
تتسع ابتسامتي اكثر : انا سأحولك إلى عاشق.... وأنت ستحولني إلى ند تحتاج إلى إجادة اللكمات معه لتقول ما تريد....
كانت ضحكتك الان شيئا أحب أن اكتبه هكذا (ههههههههه) لكني لن افعل لعدة اسباب أولها أنه تذمر من هذه الهاءات الملتحمة معا يوما ما ... وثانيها أنك ستعد ذلك خروجا على الاصول الكتابية وربما لانك لم تتعود ان تتلقى منها رسالة بهذه الطريقة سوف لن يعجبك أن آتي بشيء مختلف حتى لو كان بسيطا وساذجا....
انهيت كلماتي وعدت لاوراقي.... تبخرت الابتسامة كأن لم تكن..
: ماذا الان ؟
اخرجت صورة غلاف كتاب.... نشرتها أمامك ...قطبت حاجبيك ولم تستوعب حتى قرات الاسم والعنوان .... تأملت الصورة الموضوعة على الغلاف قلت بصدق حقيقي ومحبة
: هذا جميل...
قلت لك : لقد تبخرت الفرحة ... أن نلجم كتاباتنا في مغلفات ولا يفرح لنا من نحبهم ... ولا حتى بكلمة واحدة ...
قلت لي : انا فرحت وقلت لك مبروك ....
قلت لك وانا اغالب بعض الخيبة التي استدعاها الموقف : لنعد لشكري
- نعم
- ماذا يجب ان ارد عليه ؟؟؟
- فكرة رائعة التي طرحها لولا انها لا تليق إلا بمجنونين عاشقين...
- لا تليق بنا ؟.؟؟
- ......
- سارد على شكري
ماذا
ساكتب التالي ( أخي العزيز شكري ... اقترابك الدائم من الكلمات بهذا الشغف والمحبة ينبئ أن في هذه الحياة قلوب لا تخذلنا ... ولا تقدم إلا الأمل...نعم موقف غريب أن تستدعي من تحب وان يعطيك بعض فرح حقيقي حين يتحرر منك ليعطيك ولو قليلا مما تتوق إليه ... الجنون الذي ربط قلبين سيربط عالمين ...بل ربطهما منذ زمن طويل، أقتراحك رائع لولا (أنه) يتذمر كلما استدعيته smile.gif
الكتابة كنبض القلب ....متقلب لكنه دائما مشع وجميل ....
سأفكر طويلا بما قلته .... فربما استطيع أن أرفع عن روحي اختناقها لتحلق ولو قليلا بفضاء محبة خالص....أو جنون يكتبني كما كتبني ذات يوم ومضى ....
مودتي
)
ابتسمتَ فارسلت ما كتبته دون ان اعيد قراءته مرة اخرى ودن ان اترك لك متسعا لتكتب ما تريد
(إلى فاطمة الناهض)
صباحك ومساءك رائع ايتها العزيزة

نعم لكل منا اجندته الخفية ... حتى عن الذات في بعض الأحيان...أعرف انك ستودين مثلي أن تستمعي لرأيه فيما كتبت هنا... لهذا سوف لن اتركه وشأنه biggrin.gif
: سمعتك ....
قلت لي ومضيت إلى المقعد امام المكتب وجلست عليه بالمقلوب... كانت السيجارة مشتعلة وكنت عصبيا بعض الشيء وكأنك قضيت ليلة مسهدة تماما...قلت لك بقلق حقيقي
: هل أنت بخير...
ابتسمت بوهن وكانك لم تنم منذ دهر وكأنك توشك على السقوط من الإعياء...
: لقد حضرت بنفسي هذه المرة ولم يتم استدعائي كالعادة
: هذا رائع لاني أشعر بالخيبة أحيانا .... ليس منك بالطبع
ابتسمت محاولة كسر هذا الجو الذي يبعث على الصمت والشجن...
: رائع ما كتبته فاطمة ... لقد حاولت أن تكون موضوعية بشكل لافت وأن تتابع ميثاقك بشكل جدي وأدبي ... لقد كتبت بجدية .
تابعت كلماتك ووافقتك عليها وذهبت بعيدا في افكاري حول ما قالته فاطمة عن الاجندة الخفية..ثم نظرت إليك وقلت : اصبح الادب كله الان (سلحفاء نائمة لا رأس لها ولا ذنب)
ابتسمت لي مدركا انني استخدمت كلماتك انت بالذات في وصف بعض الادب وكان في ذلك الوقت بالنسبة للزمن ادبا حديثا
:اختارت فاطمة مقطعا من الحوار يختص بموقفنا من الكتابة ومن الاخر الذي يكتب او يقرأ
: هذه اشكالية كبيرة جدا ...
وكمن تذكر شيئا هممت بالحديث لكنك صمت لتطفئ سيجارتك ، بحثت حولك قلت لك انني لا املك منفضه وسوف اشتري واحدة خاصة لاجلك لانك بت جزءا من المكان لكن الان تستطيع ان تستخدم فنجان قهوتك التي لم تشربها ولم تنتبه لها حتى....
ضحكت عندما انتبهت للفنجان البارد... قلت مستغربا فانت تعلم انني لا احب القهوة
فأجبتك : انني تغيرت كثيرا ....
لكنك تعلم أن كل ما اقوله هو خط متوازي تستطيع ان ترى حقيقته دون ان تلتفت لاشتعال الصوت في الكلمات....
: ماهي اجندتك الخفية ؟
ابتسمت كدت تضحك، لكنك قلت لي أن عليّ أن اتوقف عن النظر إليك بتلك الطريقة التي تشعرك بأنني أخفي عن العالم سرا رهيبا وتعيسا جدا...
ضحكت من تعبيرك ... قلت لك بجدية بالغة الان ..
: نختار ما يوافق همومنا الحالية
: معك حق ...
: لماذا حضرت الان ؟؟؟؟ لأجل ردي على فاطمة فقط ؟؟؟
بحثت عن علبة سجائرك اشعلت واحدة جديدة... تنفست بعمق مطلقا الدخان الابيض في هواء الغرفة الساكن.... كنت بعيدا جدا...
: اين ذهبت ؟؟
: الى حفنة النور
: مابها ؟؟؟
لاشيء ... تابعي ماذا كنت تقولين عن الادب والسلحفاء وجملتي التي سرقتها...
قلت برغبة حقيقية لتغيير الجو السائد فبدت الضحكة في عينيك متعبة بل بدت مرهقة هي الاخرى حدا لا يصدق... كانك كنت غائبا ....
: لم اسرقها لقد نسبتها إليك ....حين انهيت جملتني ادركت انك قلت ذلك لاغاظتي قليلا ..
قلت لك بمرح .. لدي فكرة رائعة...
سألتني ما هي ....لم اجبك قلت لك اريد ان اقرأ لك قصيدة...
هكذا قرأت لك (القصيدة) قصيدة رائعة رائعة بها روح محلقة في أفاق الكون ...بها نص (رعوي بامتياز) ... ضحكت من انفعالي ومن تحدثي عن القصيدة كأنها صديق عزيز أو هي طفلي الذي احبه كثيرا...
كانت ملامحك قد هدأت قليلا... حتى التعب اصبح اقل ظهورا لولا ان سعالك الحاد اقلقني ...
: الان لنعد الى الفكرة والى المقطع الذي اختارته فاطمة وإلى الاخر ...سواء تعامل معنا ككتاب او تعاملنا معه كقراء.. طبعا اقصد الاخر الذي يكتب...
:قلت انك ستقولين رأيك بموضوعية دون ان تهتمي باحد..
نعم قلت هذا واعنية ويعلم الجميع انني لا اجامل ...هنا نآتى لرأيك حول السلحفاء...
ما يكتب الان من ادب لا يستحق حتى قراءته ومع ذلك يغضب كاتبه ان قلنا له ذلك....
: هل ستتوقفين عن قول ذلك ؟
:لا ...
ابتسمت وأنت تشير إلى أحد المواضيع في المنتدى وتقول لي... هذا يلخص ما كنا نتحدث عنه...

biggrin.gif <-----
هذه الابتسامة ليست له ولكنها لي ...فهو أكثر جدية مني رغم أنني اكثر حزنا في الكتابة منه....
(إلى سمير الفيل)

أستاذنا العزيز سمير الفيل

كثيرة هي تلك الهواجس التي تدخلنا في دوامتها ولا نود بعدها أن نخرج منها... تماما كالخوض في مغامرة لا تفضي إلا إلى المزيد من الدهشة والرغبة في الاكتشاف....كما قال المتنبي
(على قلق كأن الريح تحتي...) ....نجرب خطواتنا في كل الاتجاهات... نمشي طويلا ولا نكترث حين نجد أن علينا تغيير الاتجاه...نقول لانفسنا يجب أن نضّيع البوصلة قليلا لنحظى بلذة المجهول .....ونتابع بلا اكتراث...


(كنت أسمع صوته ... لم يكن حقيقيا كان يشبه الصدى... خيال يلتف حولي.... يترك أثرا لكنه لا يوجد حقيقة .... كان صوته يتشكل كلمات مبهمة ... معان لا تصادفها حروف وحروف تبحث عن وجودها ... كنت اسمع صوته واتعلق بالافكار التي لا تفضي إلا لمتاهات أخرى...
صرخت ...يا.....
لكنه لم يسمع .... ولم يأت .... فاستعدت نفسي من صمتي لأقرأ الكلمات التي تركها (سمير) هنا كالأمنية .... مازال هناك جمال في الكون.... مازال هناك جمال في الكون....
جمال سابحث عنه ليصادفني يوما في درب لا انتظره فيه ....)

تحياتي
(إلى عقيلة آل حريز)
الانغام تنساب بهدوء شديد ... كنت اجلس محدقة في لا شيء...اتحدث الصمت بفصاحة بالغة ... مرت الشمس قربي تشظت .. تناثرت سخطت ثم بدأت تنسحب .... لم اتحرك من مكاني..لم اغير جلستي حتى... لم ابك... وهذا أهم شيء ...كانت افكاري تملاً الفضاء لكنها لا تستجيب لحواسي، لذاكرتي ولامنياتي وجنوني....

الجنون قربي يجلس واضعا يديه تحت ذقنه...يؤرجح ساقيه في الهواء كطفل يجلس على مقعد عال .... كان الكمبيوتر قربي يصدر ضوءا لم انتبه لانطفائه... لا شيء يثير بي الحماس لفعل شيء اخر غير الجلوس والتحديق في ... لا شيء.....

لم اكن انتظرك ... ولم اكن انتظر احدا كنت فقط اضّيع نفسي في متاهات الصمت... رغبة بالتلاشي ولو قليلا ... لكنك حضرت وكأنك تعمدت أن تتفوق على الجميع بمرورك المفاجئ قرب روحي....

وضعت كتابا قربي على الاريكة واخذت تتجول في انحاء المكان محدثا ضجيجا متعمدا...اسقطت كتابا ورفعته إلى مكانه ... ضربت يدك علبة الاقلام فتدحرج بعضها على المكتب قبل ان تجمعه متعمدا أن تطيل في ذلك قدر الامكان..... حركت الطابعة ورفعت الاوراق عنها وكانك تبحث عن الغبار ... فتحت خزانة الكتب ثانية اخذت كتابا آخر....قرأت الاهداء ... ابتسمت ووضعته في مكانه .. كتاب اخر.. واهداء آخر... قلت لنفسك ... اهداء آخر ....

التفت إلي قلت بمرح : الم تشتري كتابا قط ؟؟؟ كلها اهداءات ...
حاولت ان ابتسم لكني لم استطع قلت : بضعه اهداءات فقط ...
: ماذا تكتبين ؟؟
: لا اكتب شيئا...
قلت باستغراب باحثة عن السبب الذي دعاك لهذا السؤال....
اختلست النظر إلى الكتاب الذي في يدك ... تمنيت أن تتركه ولا تقرأ الاهداء ..قطبت حاجبيك قلت لماذا باللغة الانجليزية ...
لم اجب قلت لك محاولة أن الفت نظرك لشيء آخر : ما قالته عقيلة يستحق التوقف عنده...
: نعم فهل هناك كاتب معين تحبين القراءة له ...
سؤالك جعلني اترك وجهي الصامت واقول مبتسمة
: أنت هو الكاتب الذي احب القراءة له....
قلت بصدق من يؤمن بفكرة : هذا ليس صحيحا....
: وما هو الصحيح ..؟
: أنني أعرف روحك جيدا واعرف أنك لم تقرأئي كتاباتي كما يظن البعض....
: وكيف قرأتها إذا ؟؟؟
: لنتحدث اولا عما قالته عقيلة .....
: عقيلة محقة فنحن نميل لكاتب معين او لكتابة معينة ..نبحث عنها... وشخصيتنا نعكسها في كتاباتنا وفي حياتنا ايضا.....
: بماذا كنت تفكرين قبل أن احضر...
قلت لك بصدق : ب لا شيء.... اللا شيء ايضا يا صديقي شيء يستحق التفكير به smile.gif
: والان....
: افكر بك.....
ابتسمت هذه المرة لم يكن يبدو عليك التعب... كان صوتك به عافية رغم الكحة التي اسمعها تصدر منك كانها تخرج روحك ....
: لنسمع...
: لا شيء كنت اود في يوم من الايام ان اقرأ روايتك عشر مرات دفعة واحدة اقرأ واعيد القراءة حتى استطيع أن اكمل ما بدأته من كتابة .....
: ولماذا لم تفعلي ؟؟؟
: لاني افقد الخيوط احيانا وافقد القدرة على الخروج من (عنق الزجاجة) ....
: ساسر لك ببعض اسرار الروايات لتكمليها ...
: لن يصدقني احد.....
: انا ساصدقك ... هيا ما رأيك ؟
لنعد لعقيلة ... لقد اثارت نقطة هامة وذكرتني بشاعرة اهدتني ذات يوم قصيدة ...القصيدة بدت مختلفة لكنها تعبر عنها بها بينما القصائد الاخرى كانت محاكاة لشاعر كبير احبته ....هذا الاختلاف في الكتابة ناتج عن المحاكاة والتمثل ؟؟ أم هو ناتج عن وجود اقلام غير حقيقية أو لنقل غير مرتبطة بذاتها وروحها بالشكل الصحيح أو بالقدر الكافي ؟؟؟
- تعلمين الاجابة ....
- اعلم ولكني اود ان اسمع منك ....
- تأخرت وعلي المغادرة ...مررت لاوقف هذا الصمت الذي كاد يخنق كل ما حولك !
كنت قد تحمست للمناقشة لكني التفت ... كان المكان كله يتشقق عن وجهه الصامت... لم استطع أن اعيد الهدوء الى المكان ولا ان استعيد نفسي الصامته... كانت الفكرة قد حدقت بي حتى عرفت كيف تجعلني أمتد إليها واخذ بيدها نحو هذه المساحة....

(العزيزة عقيلة ...
لم أكن اقصد أن يتحول تعليقي عليك إلى نافذة اقدم لك عبرها ما ترين .... أردت أن اشكرك كثيرا على مرورك وعلى كتاباتك التي احبها ... نعم ايتها العزيزة المواثيق تعبر عما في انفسنا ... ذات يوم كنت امسك جمرة لكن بغير نبوة ... فاحترقت يدي وروحي واحترق كل شيء عدا الجمرة والالم ... ومساحة صغيرة من الفرح اخبئها كتميمة واقترب منها بحذر ... وارقص حولها كهندي أحمر .... مساحة نكتبها بنفس الصدق الذي نكتب به الشجن لانها ايضا بذرة تنمو في الروح وفي الكتابة.... دمت قريبة)




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ميثاق ولكن .....

كان يجب أن أتحدث إليه حول موضوع الميثاق الذي طرحة أخي العزيز عبد الوهاب.. كنت قد فكرت أن أكتب الميثاق كما فعل شعرا ...أو نثرا أو ... لكن هل كتبته ؟؟؟ لا نحتاج لمواثيق للكتابة ولا للقراءة هذا ما تعلمته وهذا ما حدث ..! فكرت أن نجلس معا لأناقشك في موضوع هذا الميثاق لكنك ابتسمت ... قلتَ لي لا أؤمن بمن يكتب ميثاقا.. ولا من يطلب مني أن اعيره قلماً فالأول يبدأ بالتراجع في ذات اللحظة التي ينهي كتابة ميثاقه فيها والثاني لا يعيد إليك قلمك أبداّ... وقلت : أنا حساس جدا من هذا الأمور... ومضيت تدخن بشراهة وأنت تشعر بأن السكري يلتهم جسدك رغما عنك أما روحك فهي ملك للكون الذي تعده لغيابك ... كون كامل سيذكرك بعد أن تغيب.....صرخت فرحة لقد وجدتها.. قلتَ لي : ماهي ؟؟ : الكون الذي سيذكرك حين تغيب ! : بدأت تتحدثين متأثرة بي ... أليس هذا ما شرحته لها حين كتبت لها عن المسرحية التي اكتبها ؟؟ قلت لك بعناد : لا ليس هذا.. أنت قلت أن النبي يستر الرأس من الداخل والقبعة تستره من الخارج لذا اسميتها (القبعة والنبي) ... وهنا أن اتحدث عن الكون الذي سيذكرك.. نظرت إليك... كان وجهك محتقنا وسعالك يشبه روحا مجروحة.. قلت لك :

مساء الخير يا صديقي (...

- تبدين متعبة .... رفعت رأسي فوجدته يجلس على مقعد أمام مكتبي تماما لولا انني اضع شاشة الحاسوب بطريقة جانبية لكانت اخفته عني، لم أجبه التفت الى الصورة على المكتب تأملتها قليلا... لم اكن ادري بماذا افكر الان، كنت اشعر بالتعب فعلا ذاك الذي يغزو تفاصيل عينيك وحنجرتك وكامل جمجمتك ويتركك بحالة من الخمول لا تدري بماذا تفكر أو بأي إتجاه تسير، ابتسمت بعناء... لم اكن ادري حقا أي جواب اراد... - نعم انا كذلك.... امسكت ما يشبه جرة صغيرة أضعها على مكتبي وضعت يدي عليها وانحنيت فصعدت من خلاياي الذكريات فلم استطع منع دموعي، لكني رفعت رأسي نظرت اليه حاولت ان لا اريه الدموع، تحرك قليلا بحث في جيبه عن سيجارته الملازمة .... - تبدين في نفس الحالة... اتذكرين ؟؟؟ نظرت اليه بحيرة فقال : عندما التقينا لاول مرة .... اتذكرين ؟؟؟ : ياه مر دهر على ذلك كيف لازلت تذكر ؟ امسك بالجرة  تأملها قليلا ثم وضعها جانبا.... وجوده جعل دموعي تجف وجعل قلبي يتململ قليلا فيتحرك فيه الهواء ... : يلتبس الزمن عليّ احيانا فلا اجد هناك فرق بين الماضي والحاضر ... المستقبل لا اعرفه لكني اعرف أنني دائما سأقابلك : مرت سنوا
عندما خرجت هذا المساء لم أكن أتوقع أن التقي بأحد، بل أنني تعمدت أن اترك هاتفي المحمول في البيت رغم معرفتي انني لن اتلق اي مكالمة من أحد، كلما شعرت بالاختناق ذهبت اليه، صديقي الازرق الجميل الذي لم يخذلني او يخيّب ظني به أبداً، لهذا كان لقائي به على رمال الشاطئ مفاجأة اخرى تشبه هدية عيد غير متوقعة، نسيت حواري مع البحر، ونسيت دموعي ونسيت كل شيء الا رغبتي بعناق يلئم هذا الصدع الذي اشعر به في قلبي، مما جعله يضحك وهو يخفف من قبضة ذراعي على عنقه لينظر في عيني غير مصدق هذه اللهفة غير المتوقعة من كلانا... : ما بك ؟؟  اتى صوته بعد فترة طويلة وكأنه احترم هذه الحاجة الماسة للعناق، الى جانب اختفاء صوت الموج، ذهول البحر مما يرى، كأن الزمن توقف على حافة ما قبل ان تعود دورة الحياة الى ما كانت عليه،  حركة سينمائية مدروسة بعناية لتوقف كل شيء حتى نبض قلبي ودموعي، سعاله وهدير البحر، اخيرا سمعت كلمته دون ان ادرك اي بُعد ذاك الذي حملها اليّ... ( ما بك ؟)  التقطت انفاسي، ابتعدت عنه قليلا، تأملت ملامحه التي لا تتغير لكنها تكتسي بتعابير مختلفة في كل مرة اراه فيها، اليوم بدا اكثر شبابا من قبل، اكثر نشاطا ك