كنت أفكر بك عندما حضرت لتسألني عن شرودي، كنت أعد بعض الأفكار لنناقشها معا، لكن حضورك جعل كل شيء يتلاشى وكأنك احدثت هزة في المكان.... لا تخيف ولكنها تحرك النبض والحواس وتبعث عبيراً في المكان، كنت اتابع الكتابة لك والتحدث عنك وانت تطالع ما افعل تبتسم ولا تقول شيئا.... :- مر زمن ! : - مر زمن . هكذا التقينا ثانية كأنك لم تغب ولم أغب...كأن الرحلة التي امضيناها معا تعود لمسارها الطبيعي :- ماذا تكتبين ؟ يصيبني الفضول أحيانا لأعرف بماذا تفكرين. نظرت إليه لم يكن هناك فضول في عينية على الاطلاق بقدر ما هو إصرار أو ضجر... كيف يستطيع أن يجمع هذه المشاعر المتناقضة معا لا أدري لكني اجبته... :- لم اكتب منذ فترة طويلة... كأن حبل افكاري انقطع أو أن خيالي جف.... ضحك كثيرا قبل أن يقول : جربي شيئا استطيع تصديقه ! نظر إليّ بتأمل وربما ببعض القلق لثوان قبل ان يستدير ليعبث في مكتبتي كعادته :- أحتاج كثيرا أن ابتعد... باستغراب :- إلى أين ؟ ضحكت قبل ان اجيب بمشاكسة يعرفها ... إليك .. هنا أفلتت منه ضحكة لم يستطع السيطرة عليها....ضحك كثيرا وكنت اتأمله ملامحه، ضحكته، طريقة
عندما خرجت هذا المساء لم أكن أتوقع أن التقي بأحد، بل أنني تعمدت أن اترك هاتفي المحمول في البيت رغم معرفتي انني لن اتلق اي مكالمة من أحد، كلما شعرت بالاختناق ذهبت اليه، صديقي الازرق الجميل الذي لم يخذلني او يخيّب ظني به أبداً، لهذا كان لقائي به على رمال الشاطئ مفاجأة اخرى تشبه هدية عيد غير متوقعة، نسيت حواري مع البحر، ونسيت دموعي ونسيت كل شيء الا رغبتي بعناق يلئم هذا الصدع الذي اشعر به في قلبي، مما جعله يضحك وهو يخفف من قبضة ذراعي على عنقه لينظر في عيني غير مصدق هذه اللهفة غير المتوقعة من كلانا... : ما بك ؟؟ اتى صوته بعد فترة طويلة وكأنه احترم هذه الحاجة الماسة للعناق، الى جانب اختفاء صوت الموج، ذهول البحر مما يرى، كأن الزمن توقف على حافة ما قبل ان تعود دورة الحياة الى ما كانت عليه، حركة سينمائية مدروسة بعناية لتوقف كل شيء حتى نبض قلبي ودموعي، سعاله وهدير البحر، اخيرا سمعت كلمته دون ان ادرك اي بُعد ذاك الذي حملها اليّ... ( ما بك ؟) التقطت انفاسي، ابتعدت عنه قليلا، تأملت ملامحه التي لا تتغير لكنها تكتسي بتعابير مختلفة في كل مرة اراه فيها، اليوم بدا اكثر شبابا من قبل، اكثر نشاطا ك