التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تعليقات وردود (२)

* (خالد الجبور)
عايدة ,
أعجبتني شخصية " عبقر " وأدهشتني شخصيتك الندية .
أظنك ستتابعين ، وسوف أتابع حواريتك .

دمت ضاحكة .
أخيرا ....!

قفزت من مكاني ... كدت أعانقه لولا أن ضحكته المجلجلة جعلتني أتنبه لنفسي وأحمر خجلا...
- ما بك .؟؟
- اشتقت إليك
- هذا فقط ..
قال كلمته وتركها معلقة في الهواء خلفه ومضى كعادته يتلمس ما تبعثر في غرفتي...رفع رواية مقلوبة قرأ عنوانها ورفع حاجبه ونظر إلي، على الطاولة الصغيرة أيضا يوجد بعض الكتب نظر إليها دون أن يلمسها وجلس على الاريكة فحمدت الله أنه لم ينتبه
جلست وانا منفعلة من المفاجأة التي أفرحتني جدا لندرة الفرح ...نهضت وجلست ثانية لم أكن أود أن ابتعد لكنني انتبهت أنني لا اقول شيئا وانما ابتسم كتلميذة صغيرة
قال مبتسما - حسنا اذا ها قد عدتْ
قلت بمرح : انا أم أنت ؟؟
نهض وجلس على المقعد أمامي كعادته قالبا الكرسي ممسكا بسيجارته نافثا دخانها بطريقته المميزة التي تحيل وجهه إلى غموض يروق لي أن اتقصى حقيقته
: سكنت التاء حتى لا اجييب على سؤالك ...
: قلت إذا لن اسأل ساسمعك اخر ما كتبت
اخذ نفسا عميقا من سيجارته ونظر إلي منتظرا
فتحت أوراقي، احترت بينها، سألته إن كان يفضل شيئا معينا مما جعله يضحك ضحكة مجلجلة
فصمت بحزم ثم ابتسمت مشاكسة حسنا سأقرأ لك من أخر الهمس
(طرقة أخرى على بوابة القلب ستجعله يفر مذعورا إلى كفيك !....
توقفت فنظر إلى الورقة التي في يدي قرأ باقي السطور ثم قال لا تكملي .....
توجست أن تكون سيئة أو أنها لم تعجبه .... فهم ما يجول في خاطري فابتسم ثم نهض وبسرعة
أطفأ سيجارته اشار لي أن اجمع أوراقي ففعلت ثم امسك بيدي ومد يده إلى الجدار فتلاشى كأنه غيمة كان المكان رائعا بخضرته ونسيمه نظرت إليه قال لي
- تستطيعي أن تكملي الآن
- لا استطيع لقد جعلت أبواب القلب كلها تفر مذعورة.....
ضحك لكن بمرح حقيقي...

- تلك الكتابة لا تصلح الان
- ؟؟؟؟؟
- الكتابة في غياب النبض تختلف عن الكتابة في حضوره وهو يقفز فرحا....
- لن تكملي النص ؟؟
- هو منشور في مدونتي منذ فترة لكن ما اود قراءته الان نص طازج
- ستكتبيه الان ؟؟
- نعم لكن بغير أوراق
هكذا بعثرت اوراقي وامسكت بيده واخذته في رحلة بعيدة تاركة مساحة الغناء في كتابة مختلفة هي تلك التي لا تمسكها المساحات الفارغة ....ولا تقفز إليها الكلمات المجروحة.....

( الأخ العزيز خالد الجبور

هناك أرواح تلامس أروحنا فلا ننساها ابدا حتى وإن فصل بيننا الزمان والمكان
لانها الوحيدة التي تعرفنا ونضيء في حضورها ...ونكون مدينين للحياة بلقائها
هذا ما نثرته شخصية "عبقر" في روحي

اشكرك لحضورك ولمتابعتك
دمت خير )

(شاهر خضرة )

أهرب من كل كلمة فيها ربط أو رباط أو رابط حتى
أهرب من كل معنى ورثناه قاموسيا ويعني القيد
فكلمة ميثاق من وثق أي قيّد
وأعرف ما قاله سارتر من أن الحرية التزام
ولكن أعرف أنني لا أحب أن ألتزم تجاه أي أحد بأي
التزام ، فحريتي أن يقبلني الآخر بلا ميثاق مكتوب
أو شفهي أو حتى في الشعور
والحرية عندي لا تعني التزام بل تعني مدى لا يحد
من طلب حصول ارتياح النفس تلك الراحة التي تعني
الأنا بجنونها وحريتها فقط .
أرى عايدة كيف توجه ميثاقها إلى موثوقها فتطلقه إلى
عالمه الحر بدل أن تضيّق عليه في نقاشها
فهي تحاول استدراجه إلى قاع القارورة ولكنها تلين له
عنقها لكي لا يموت مختنقا وتشعره أنها تمارس عليه
حلما فتجعله كبطل لقصة يخوض أحداثها وفي النهاية
بدل أن تحاكمه تحاكم الحلم وتقصيه خارج دائرة الوثاق
فكأنها بإفلاته ترغب بأن تلتقيه خارج الحلم ، خارج الميثاق
خارج عنق أي زجاجة ، خارج الذات
فهل هذا اللقاء يعني حرية أم حريتان ؟
أخيرا أين يكمن الإبداع ؟
يكمن لدينا إن كنا نجيد القراءة
فهل قرأتُ جيدا ؟
أخشى أن يكون ميثاق عايدة كحفرة مغطاة بالحرية
ومن يمر عليها مصيره مصير أبي فراس وهو يناجي
حمامته : .............................


(شاهر خضرة २)

والله يا عايدة ما لك أمان جربتك وأعرفك
علقت لك في هذا المكان وتركتيني وغبت يعني تركت اسمي مشنوقا معلقا
على حبل عنوانك لسنة كاملة أو أقل بنتفة
وكلما دخلت زائرا إلى المنتدى أيام رحيلي غير الحار
من هنا أرى اسمي يابسا على بوابة منتداك لذلك وبالغ الرحمان الرحيم
وألف كسر الهاء إذا تركت اسمي مشنوقا كما فعلت المرة الماضية
لأطلب من الإدارة وبكل إلحاح على العام وعلى الخاص لكي يفكّوا رقبة اسمي
من بين أيدي هجرانك ويضعوا بدله اسمك
لأن تعليق الأسماء على المشانق ما هو لعبة
خواطرك على راسي وإبداعاتك على عيني بس هذا شيء وشنق اسمي
شيء آخر
قرأت الآن همستك وما قبلها من حوار مع جنّيك الذي فتح الحائط
واختفى كما اختفى جنّي أم أحمد في حكاية العجائز عندما رمى أبو أحمد
أم أحمد في البئر التي يسكنها الجني وعائلته
ولكن أراني أكتب وقلبي مقطوعا من التوجس أن تفعلي كما فعلت
بتاريخ 21- 4- 2009 وظل اسمي مكلبا كذبيحة على باب مجزرة
ميثاقك ..............................


biggrin.gif
: لماذا الابتسام ؟
كان وجهه مختلفا وقد تسللت إليه عافية النسيم العليل فخفت سعلته كثيرا بل بدا وكأنه استعاد عافيته تماما ....
: حقا أشتقت لك ....
ابتسم وجلس مقرفصا على العشب باحثا عن علبة سجائرة ، أخذت أراقب يده وحركة أصابعه
حتى أنتهى من اشعال سيجارته
: عندما فتحت الجدار خفت أن تذهب ولا استطيع مرافقتك ...
: هذا ليس صحيحا فأنت مثلي تماما تهدمين الجدران والمسافات أنت من هدم الجدار أولا...
لم يكن هناك جدوى من معارضته فهو يعرفني تماما...
: المسافة والجسد والجدران كلها التزامات نهرب منها...
: هذا ما يقوله شاهر
بدا اسم شاهر غريبا على مسمعي منه...
ما بك ؟؟ قلت له : تنتبه لكل شاردة أو واردة ؟؟
: منك نعم
: ومنها ؟؟؟
ضحك كثيرا قبل أن يجيب
: ومنها
: لماذا الضحك ؟؟
: لنعد لما قاله شاهر عن لالتزام
: معه حق فشاهر كاتب حر لم يحطم المسافة والجدران في الزمن الآفقي فقط بل في كل الاتجاهات
اعجبه حماسي للتدحث عن شاهر الشاعر الذي يعرف قيمته الأدبية عندي
قال مشاكسا
: شاهر يخاف من الالتزام الاجتماعي
: أنا مثله أخاف الالتزام ولا أحبه ولا أحب أن اسير في الطرق المرصوفة جيدا وإنما في الطرق العشوائية وغير المطروقة أو المعتادة
: الكتابة التزام
شعرت بأنه يريد أن يوجهني للالتزام بموضوع الميثاق فقلت متفهمة
: نعم الكتابة إلتزام بالصدق مع الذات ومع الآخر
: لماذا استدعيتني أول مرة ؟؟؟
باغتني سؤاله تماما ... وأحترت ما علاقة هذا بالالتزام أو بالكتابة لكن قلت دون أفكر
: لاني أحبك
: هذا لا يكفي
: لان لقاءنا قدر
قال لا يكفي ايضا .. وازعجني ان لا اصل سريعا للاجابة التي يريد فقلت له موجهة له سؤالا آخر عله ينسى فشلي بالاجابة على سؤاله
: هل ستكف عن المجئ ؟
صمت ناظرا في عيني فأدركت أن السؤالين لهما علاقة مباشرة بما كنا نتحدث به عن الالتزام والحرية ..

(العزيز شاهر

لا اظن أن احدا يحب الالتزام (الموثق) للحرية لكن
كم من الحريات بدأت كشعاع بعثرته الحواجز فاطلق لتعدده وانتشاره العنان ....
مرورك دائما مميز وفارق ويعني لي الكثير
دمت حرا وحقيقيا كما عرفتك

ردي (شاهر خضرة २)


العزيز شاهر خضرة

أعتذر عما بدر مني تجاه اسمك الذي اعتز بوجوده هنا ولكني تركته كتميمة تجلب الفأل الحسن biggrin.gif لا كذبيحة مكلبة على باب مجزرة rolleyes.gif وبهذا تستطيع المطالبة بحقوقك الادبية عن عدد القراء الذي دخلو الموضوع مضبوعين باسمك على باب الميثاق ....(هذا لو جاء اعتراف صريح منهم بذلك ) tongue.gif


- ماذا تكتبين ؟؟؟
- مرحبا لم انتبه انك لست هنا smile.gif
- ظننت انك لم تنتبهي انني هنا ....
رفعت رأسي وكفت اصابعي عن مشاكسة شاهر في رده على الميثاق ناظرة إليه متأملة الوجه المألوف بتفاصيله متوقفة عند عينيه....
- منذ ايام وانا اشعر بأن رائحة عطرك في الهواء الذي يحيط بي ... رائحة تبغك وحتى مساحة ضحكتك التي اتخذت لها حيزا قرب أذني مباشرة !
- تتحدثين عني ام عن حبيب غائب......
ضحكت وادرت وجهي لمراجعة ما كنت اكتبه ردا على شاهر ....ثم عدت إليه لاسأله رأيه فقال
- لا بأس ....
- تذكرت شيئا ....
نهضت بسرعة وامسكت بالرواية ووضعتها بين يديه وعدت إلى جلستي الأولى ناظرة ناحيته ..
كان يقلب صفحات الكتاب ثم ابتسم لي...
- كنت متأكدا أنك عندما لم تجدي كتاب (الخيال) ستبحثي عن كتاب آخر لا اظن انك خرجت يوما من مكتبة دون شراء شيء ...
- هذا الكتاب* كان يجب ان اشتريه وعندما رأيته تذكرتك على الفور ...رواية تحوز على اعجابك ولا اشتريها !
- والكتاب الآخر* ؟
- رواية حازت على فضولي .... ولا اظن ان الكاتب سيخذلني
- هل انتهيت من كتابة الرد ؟؟
- الحقيقة كنت أود كتابة الكثير فحساسية شاهر ناحية الاسماء عموما وناحية اسمه خصوصا تستحق الاهتمام اتذكر أنني في لقائي الأول به اهداني ديوانه الاسماء وفي ذات الليلة قرأت عددا من الاسماء التي وردت في الكتاب دون ان اعرف عنها شيئا .. لكني كنت متيقنه أنها تعني الكثير وان هذا الشاعر يملك حساسية خاصة ناحية الاسماء وهي حساسية لا تتأتى للكثيرين
- الاسماء سر كوني علمه الله لآدم
- جميل انك ذكرت هذا لانني أتساءل منذ ايام متى التقينا
- انا وانت ؟؟
- لا انت وهي .... wacko.gif طبعا أنا وانت ...
- ههههههههههههههههههههههه
- تبدين مختلفة هذه الايام ...
ثم التفت إلى الطاولة التي وضعت عليها باقة ورد حمراء تتوسطها وردة واحدة بيضاء وعاد ينظر إلي فقلت حتى لا اعطيه فرصة للسؤال
- هل التقينا يوما ما وان كنا التقينا هل تعارفنا بالاسماء ؟ مثل هذه الاسئلة افكر بها كثيرا لانني اود ان اعرف الكثير قبل ان ....
- أن تلتحقي بي biggrin.gif
- هل هناك فرق كثير هي اختفاءات من مساحة زمنية لمساحة زمنية اخرى ومن شكل فيزيائي إلى شكل آخر....
- لنعد إلى الاسماء
- خطر في بالي امر ظريف جدا
- وهو
- شاهر ... ولد شا(ع)ر لكن حرف العين تخفى بحرف الهاء... والهاء عين ملتفة على نفسها لتمرر الاسم في ذلك الوقت في مدينة صغيرة وريفية كالناصرية .. ففي ذلك الوقت لا اظن ان احدا سيسمي ابنه (شاعر) هههههههههههههههههه
- جميل يا عزيزتي
- ما بك ...
- تأخرت ....
- عن ماذا ؟؟ لك كل الوقت في اختيار المساحات التي تتواجد بها والاماكن وانا رغم انني اشعر انك موجود طوال الوقت هذه الايام الا انني اشتقت لك كثيرا
- .....
تركني لارسل ما كتبته وراقبت اختفاء صورته لكن هالته لاتزال تبعث لحظات عشوائية في ذاكرة بدأت بميلاد نطفة الروح في الانسان الاول ولن تنتهي بانتهاء اجسادنا على الارض ...

***
* رواية (خمسة اصوات) لغائب طعمة فرمان
* السقوط الحر لوليام غولدنغ

(سيد الوكيل)

مرحبا ... نحن هنا biggrin.gif biggrin.gif biggrin.gif biggrin.gif


:- مرحبا .. نحن هنا....
رفعت رأسي عن الكتاب الذي كنت اقرأ فيه...ابتسمت قلت له انه استخدم نفس الجملة التي كتبها سيد الوكيل في الميثاق فقابل ابتسامتي بابتسامة ثم جلس قبالتي مستعدا للاستماع
ولما اردت العودة للقراءة لاحظت انه اخذ يتململ في مكانه فقلت
:- سيد الوكيل شخصية جميلة جدا هل تتمنى لو انك قابلت اشخاصا في حياتك لم تقابلهم ؟؟

:- هل حدث معك انت هذا ؟؟
ضحكت من سؤاله ثم قلت بما يشبه التذمر : بالطبع
:.- لهذا أنا هنا ؟؟؟
اردت مشاكسته فقلت له : لا انت حالة خاصة جدا ... ان تقابل شخصا يختلف عن ان تحب شخصا وتتمنى لو انك التقيت به

ضحك فقلت له بمشاكسة اكبر
: المشكلة ان تقابله وهو يحب احدا اخر....
ارتفع رنين ضحكته فتابعت
: فتقابله رغما عن الجميع لكن دون ان تستدعي احدا اخر هههههههههههههه
هنا لاحظت ان الكلام اثار حفيظته فقلت
: حسنا لا تقلق حتى لو لزم الامر سأستدعي كل من تحبهم ....
: ماذا تقرأين ؟؟
اعطيته الكتاب وذهبت الى مكتبتي اطالعها
اخذت كتابا صغيرا ووضعته بين يديه
: اعتقد ان سيد الوكيل من اكثر الكتاب الذين وجدتهم في داخل كتاباتهم كما في خارجها
: كيف ..؟
: الشخصية التي لا تفتعل كثيرا من صفاتها الحياتية والكتابية
: اكملي ...
: وجوده هنا اسعدني حتى وإن كان مجرد جملة قصيرة لكنها تقول الكثير
: أنت غريبة الاطوار احيانا....
ضحكت قبل ان اجيب....لكني غير مؤذية
هناك كثير من الاشخاص الذي يشبهون حبات الرمل التي تتسرب من بين يديك لانك تفتح يديك للريح وهناك من يبقون في ذاكرتك كأنهم جزء من تاريخك ...

لم يقل شيئا فتابعت
عندما نبتعد في الحياة والعمر نستطيع ان نرى بوضوح اكبر
قال لي : هذا صحيح....
ناولني كتابي الذي كنت اقرأ فيه مفتوحا على ذات الصفحة فعادت عيني لذات السطر اتابع القراءة كأن شيئا لم يحدث لولا ان رائحة سجائره لاتزال في المكان

(صفاء عبد المنعم)

مساء الفل على أجمل عايدة فى الدنيا
قرأت هذا الحوار البديع مع عبقر الأبدع
أوافق على كثير مما قلتيه ياعزيزتى ولكن صعب ترجمة الميثاق فى كلمات ولكن يتم أستشفافة عبر رحلة الكتابة الطويلة , ونحن دائما لانرضى عما نكتبه ونود لو نمحوه بعد كتابته .
دمت مبدعة جميلة ودام عبقرك الهمام .
والشعراء يتبعهم الغاون .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ميثاق ولكن .....

كان يجب أن أتحدث إليه حول موضوع الميثاق الذي طرحة أخي العزيز عبد الوهاب.. كنت قد فكرت أن أكتب الميثاق كما فعل شعرا ...أو نثرا أو ... لكن هل كتبته ؟؟؟ لا نحتاج لمواثيق للكتابة ولا للقراءة هذا ما تعلمته وهذا ما حدث ..! فكرت أن نجلس معا لأناقشك في موضوع هذا الميثاق لكنك ابتسمت ... قلتَ لي لا أؤمن بمن يكتب ميثاقا.. ولا من يطلب مني أن اعيره قلماً فالأول يبدأ بالتراجع في ذات اللحظة التي ينهي كتابة ميثاقه فيها والثاني لا يعيد إليك قلمك أبداّ... وقلت : أنا حساس جدا من هذا الأمور... ومضيت تدخن بشراهة وأنت تشعر بأن السكري يلتهم جسدك رغما عنك أما روحك فهي ملك للكون الذي تعده لغيابك ... كون كامل سيذكرك بعد أن تغيب.....صرخت فرحة لقد وجدتها.. قلتَ لي : ماهي ؟؟ : الكون الذي سيذكرك حين تغيب ! : بدأت تتحدثين متأثرة بي ... أليس هذا ما شرحته لها حين كتبت لها عن المسرحية التي اكتبها ؟؟ قلت لك بعناد : لا ليس هذا.. أنت قلت أن النبي يستر الرأس من الداخل والقبعة تستره من الخارج لذا اسميتها (القبعة والنبي) ... وهنا أن اتحدث عن الكون الذي سيذكرك.. نظرت إليك... كان وجهك محتقنا وسعالك يشبه روحا مجروحة.. قلت لك :

مساء الخير يا صديقي (...

- تبدين متعبة .... رفعت رأسي فوجدته يجلس على مقعد أمام مكتبي تماما لولا انني اضع شاشة الحاسوب بطريقة جانبية لكانت اخفته عني، لم أجبه التفت الى الصورة على المكتب تأملتها قليلا... لم اكن ادري بماذا افكر الان، كنت اشعر بالتعب فعلا ذاك الذي يغزو تفاصيل عينيك وحنجرتك وكامل جمجمتك ويتركك بحالة من الخمول لا تدري بماذا تفكر أو بأي إتجاه تسير، ابتسمت بعناء... لم اكن ادري حقا أي جواب اراد... - نعم انا كذلك.... امسكت ما يشبه جرة صغيرة أضعها على مكتبي وضعت يدي عليها وانحنيت فصعدت من خلاياي الذكريات فلم استطع منع دموعي، لكني رفعت رأسي نظرت اليه حاولت ان لا اريه الدموع، تحرك قليلا بحث في جيبه عن سيجارته الملازمة .... - تبدين في نفس الحالة... اتذكرين ؟؟؟ نظرت اليه بحيرة فقال : عندما التقينا لاول مرة .... اتذكرين ؟؟؟ : ياه مر دهر على ذلك كيف لازلت تذكر ؟ امسك بالجرة  تأملها قليلا ثم وضعها جانبا.... وجوده جعل دموعي تجف وجعل قلبي يتململ قليلا فيتحرك فيه الهواء ... : يلتبس الزمن عليّ احيانا فلا اجد هناك فرق بين الماضي والحاضر ... المستقبل لا اعرفه لكني اعرف أنني دائما سأقابلك : مرت سنوا
عندما خرجت هذا المساء لم أكن أتوقع أن التقي بأحد، بل أنني تعمدت أن اترك هاتفي المحمول في البيت رغم معرفتي انني لن اتلق اي مكالمة من أحد، كلما شعرت بالاختناق ذهبت اليه، صديقي الازرق الجميل الذي لم يخذلني او يخيّب ظني به أبداً، لهذا كان لقائي به على رمال الشاطئ مفاجأة اخرى تشبه هدية عيد غير متوقعة، نسيت حواري مع البحر، ونسيت دموعي ونسيت كل شيء الا رغبتي بعناق يلئم هذا الصدع الذي اشعر به في قلبي، مما جعله يضحك وهو يخفف من قبضة ذراعي على عنقه لينظر في عيني غير مصدق هذه اللهفة غير المتوقعة من كلانا... : ما بك ؟؟  اتى صوته بعد فترة طويلة وكأنه احترم هذه الحاجة الماسة للعناق، الى جانب اختفاء صوت الموج، ذهول البحر مما يرى، كأن الزمن توقف على حافة ما قبل ان تعود دورة الحياة الى ما كانت عليه،  حركة سينمائية مدروسة بعناية لتوقف كل شيء حتى نبض قلبي ودموعي، سعاله وهدير البحر، اخيرا سمعت كلمته دون ان ادرك اي بُعد ذاك الذي حملها اليّ... ( ما بك ؟)  التقطت انفاسي، ابتعدت عنه قليلا، تأملت ملامحه التي لا تتغير لكنها تكتسي بتعابير مختلفة في كل مرة اراه فيها، اليوم بدا اكثر شبابا من قبل، اكثر نشاطا ك